الاثنين، 26 سبتمبر 2016

مسرحية عن عيد الأم

مسرحية عن عيد الأم
قال المعلم لتلاميذه في الصف الثاني:‏
غداً سيكون عيد الأم. حاولوا يا أطفال أن تقدموا لأمهاتكم هدايا بسيطة ومعبرة. فالهدية في قيمتها المعنوية، وليست في غلاء ثمنها.‏
كلمات المعلم حيّرت سامر وشغلت تفكيره. إذ كيف يكون للهدية قيمة إذا لم تكن غالية الثمن؟‏
إنه يتمنى أن يشتري لأمه الرائعة، أجمل هدية وأثمن هدية في الوجود.‏
لكن ماذا يفعل، وحصالته لا تحوي سوى عدد محدود من الليرات؟‏
فكّر وفكّر، ولم يهتد إلى حل مناسب.‏
فخطرلـه أن يحكي لرفاقه في أثناء الاستراحة مشكلته، ويتشاور معهم في حلِّها.‏
قاللـه عمر: قدم لها بعض السكاكر.‏
أجاب سامر: لكنّ أمي لا تحبها.‏
قال حسن: قدم لها بعض المواد المنظقة، لتنظف بها الصحون.‏
ردّ سامر: لدينا منها الكثير في البيت.‏
اقترح عليه شادي أن يشتري لها وردة حمراء.‏
فقال سامر: فكرة جميلة، لكني أريد أن أهدي أمي شيئاًلـه قيمة أكبر.‏
شارك زياد في الحوار، بقوله: لا بأس ببعض أقراص المعمول.‏
ضحك سامر، وقال: لا يمكن ذلك، وأمي تصنع أطيب معمول في الدنيا.‏
تدخل تمام مقترحاً، أن يشتري لها قفصاً فيه عصفور كناري يغني في الصباح والمساء.‏
لا أستطيع، لأن أمي تكره رؤية عصفور في قفص، ودائماً تردد:‏
العصافير لم تخلق لتحبس في الأقفاص، بل لتطير في السماء.‏
دخل سامر إلى الصف، وهو ساهم يفكر بالهدية التي لم يقرر نوعها بعد.‏
وفجأة سمع المعلم يقول: لديكم ساعة حرة، اصنعوا فيها ما تشاؤون.‏
تناول سامر من درجه طبقاً من الورق المقوى ذي اللون الأحمر، رسم عليه قلباً، قص القلب بالمقص، مسح على سطحه بالصمغ، ورشَّ عليه مسحوقاً فضياً براقاً، ثم كتب بخط كبير: عيد مبارك يا أمي.‏
في اليوم التالي، لاحظت الأم أن سامراً قلق ومشوش الذهن. فاقتربت منه، أحاطته بذراعيها، وسألته بحنان:‏
ما بك يا سامر؟‏
لم يجب سامر أمه، وإنما أخرج من حقيبته البطاقة التي أعدَّها في المدرسة وقدمها لها، وهو يقول: كل عام وأنت بخير يا أمي.‏
ضمته أمه إلى صدرها، وقالت: يا لها من بطاقة جميلة! شكراً على هديتك يا بنيّ.‏
أجاب سامر: إنها بطاقة، وليست هدية. فأنا لم أحضر هديتي بعد.‏
قالت الأم: أنت لي أثمن هدية، فلولا وجودك في حياتي، لما أصبحت أماً واشتركتُ مع الأمهات في عيد الأم.‏
عانق سامر أمه بحرارة، قبّلها وهو يردد: عيد مبارك يا أمي، عيد سعيد
منقول